تأملات تربط مابين الماضي والحاضر والمستقبل/ أقنعة الزمن الجميل

 أقنعة الزمن الجميل!
كانت ليلة ليس كأي ليلةٍ مضت من دون أسف ولا دموع.. فقد علمت جيداً بأن لبعض الناس اهواءاً تتغير بين الحين والحين حتى انا نفسي التي ادعي المثالية أمامكم لست بكاملة.. نعم اقرُ واعترف بأنني لست بكاملةٍ في كل ما اقول وادعي بهِ ولقد حاولت عدة مراتٍ ان اتجاوز يأسي الذي يغتالني في كل مرة كلما حاولت المضي قدماً اتجاه مستقبلٍ مجهول مع بعضهم .. اقصد ببعضهم الا وهم هؤلاء الذين كانوا في يومٍ ما الاقرب الي والاجمل والانقى والاعز بل اتنفس وجودهم بالرغم من كل البعد والمسافات الشاسعة التي تفصل بيني وبينهم الا انني لم انتزع لحظات الصبر معهم.. كنت انتظرهم بشغف كنت أرجو من الله الا يفقدني احدهم لأي سببٍ كان من الأسباب .
وبين ليلةٍ وضحاها ينتهي الامر بي وبهم نحو الذكريات فقط. يستنكرون وجودي كأنما لم اكن اشكل شيئاً في حياتهم ولو لمرةٍ واحدة..

نعم اشتاقهم وافكر بأنني لم امتلك الجرأة على الاعتراف بخيباتي المتكررة ومحاولاتي اليائسة بحثاً عنهم وعن اسبابٍ وادلةٍ كافية تشفي غليلي من اختفائهم المفاجئ.. لقد وعدتهم كثيراً بأنني سأبقى مخلصة لهم مهما جرى ومهما مرت من سنوات لن اتخلى عنهم بناءاً على وعودِ قد سمعتها مراراً وتكراراً منهم بكل تأكيد ومنهم استمدت شجاعتي وقدرتي على كسر حواجز الصمت شاركتهم كل ماهو جميل لم اتذمر يوماً حاولت بأن اكون الاقرب والاجدر بثقتهم لكنهم لم يروا مني سوى محطة عبور نزوه استمتاع لوقتٍ قصير وذلك بتمضية معظم الوقت بالكلام الطويل والاحاديث المليئة بالوعود المستمرة .. لاشيئ كان يطبق على أرض الواقع فأنا وهم اغرقنا بالتأجيل والشكوى من الوقت والانتظار!

استمرت حكايتهم معي فقط لأنهم لم يجدوا الاجدر ان يكون قريباً منهم فلم يعد لي تأثيراً كبير بل ومُحيت تماماً من ذاكرتهم بمجرد لقائهم بأحبتهم احبتهم الذين باعوهم منذ زمنٍ طويل أحبتهم الذين وجدوا لأنفسهم سبلاً كثيرة بالتخلي عن كل شيئ لان قلوبهم السوداء قد انحرفت وسارت نحو اخرون فلم يعد اي أحداً منهم يخشى السقوط الى هاوية الانعزال والانطواء. كلٌ منهم يغني على ليلاه وانا اسمع من الجميع بالوقت ذاته اصغي جيداً لأكاذيبهم وادعائتهم الباطلة مراراً وتكراراً!

تلك المقدمة كانت الى من لايهمه الأمر.. لأنني لم أعد اكترث لأحد وقلبي شيئاً فشيئاً لم يعد يتحمل كل ذلك العبأ المتراكم منذ سنوات ولكنني لا أشك أبداً بان اختلافي عن الاخرين سبب نكباتي وتعثري وفي احيانٍ اخرى ارى انني مخطئة وسرعان ما اكتشف بأن نفسي تقتادني نحو الافضل نحو السير الى البر الامن لا للمجهول لا لهؤلاء الذين تكدست في قلوبهم الاحقاد الدفينة الخفية..لا لهؤلاء الذين سارعوا بنسياني بلمح البصر يتردد بعضهم الي فقط للهمس بكلمة اعتذار من باب الشفقة ولكني لا أخفيكم سراً في كل مرة كنت انا من التي تحاول ان تستفسر وتعتذر من دون اية اسباب.. قد يعتبرني البعض منكم غبية لدرجة الثمالة لكن ماذا افعل لتركيبتي تلك؟

لا استطيع ان اتغير كثيراً بين ليلةٍ وضحاها ولا ان ابقى على ما انا عليهِ في نفس الوقت.. لكن عندما تُدفن المشاعر تدريجياً اصبح كالعدم اتنفس وانطق واردد عبارات الانسان الذي لايزال على قيد الحياة لكنه مأسور في داخلة مكبل الفم والقلب والأيدي .. وبعدها في كل يوم وفي كل ليلةٍ اجلس بالقرب من شبابيك غرفتي الدافئة واتأمل واستذكر كل تلك الذكريات المؤلمة حتى لو لم يكن منها مؤلم بل مفرح الا ان الذاكرة لدي دائماً تبدأ بالبحث والمضي قدماً من دون اي ترددٍ أو خجل للتفتيش عن سبب حزني الدائم وتذبذبي الذاتي بين الوهلةِ والاخرى!

أكرس معظم وقتي للتأمل في كل شيئ استنتج واحلل واستذكر الماضي واربط بعض المجريات ببعضها كي اثبت لماذا الحاضر يبدو لي بهذا الشكل البائس الغير قابل لا للنقاش ولا للتجديد. مأسورة بين الماضي والحاضر افكر كثيراً في المستقبل عسى ولعل هناك مايجدي الانتظار والتضحية من أجله.
وللحديث بقية.........

Comments

Popular posts from this blog

The Rising of the Moon By Lady Gregory: In Summary

The Rough Theatre

The Deadly Theatre