حوار مع باقةٍ من الورد الاسود



بقلم بدور العبيدي
لازلت قيد الحياة عندما أتكلم ، لازلت قيد الحياة عندما ابتسم ابتسامة عابرة. وان ضحكت؟ كان ضحكتي عالية جداً هستيرية لا يكاد أحد ان يصدقها. لا الومهم .. فهي حقاً مصطنعة! كل  الأشياء التي تخطر الان في ذهني هو كيف اتخلص من ذلك الوجه الباسم ،المراوغ. لقد مثل دور البريء بجدارة. وانا اعلم انه سيقرأ ويتمعن بكلماتي سيجد نفسه على صلة بل وارتباط حتمي ووثيق لما فعله معي في تلك الأيام الباردة الهزيلة! كنت بغاية الشوق اليه وهذا الشوق لم يكن كالمعتاد. غضبت ،حزنت ، بكيت ، التزمت الصمت لبعض الوقت ، ثم عاودت البكاء مجدداً. كان يبتسم ، بل كان يضحك بصورة جنونية هو الاخر كالتي طرأت علي في الآونة الأخيرة! مع دخان سيجارة أمريكية الصنع، وقهوة باردة جداً كادت ان تكون مجمدة لأنها سئمت هي الأخرى وتذمرت من حالة يأسي وضعفي! سلمت الأمور كلها بيد الأيام. أنا انتظر .. وهو يقول أيضا في عقلهِ الباطن انتظريني ..لا بأس عليكِ فلن تموتي من تجاهلي. ولن تعاني بغيابي .. حكمت عليكِ بالإعدام عمداً لأنني لا ارغب بان تلعبي دور تلك القوية المتجبرة
.  ( هو حتماً يردد كل تلك الكلمات بينه وبين نفسه ) يتظاهر بالدبلوماسية والعفوية.. لكنني اشعر جيداً بانه عندما يتكلم هو غير مرتاح. هو قلق .. وحذر للغاية.. مرتبك..لا يرغب بمحادثتي وجهاً لوجه. عيناه لا تخاطبني بأي لغة. هو يسخر من كل شيء باسم الحقيقة من وجهة نظره ..أراد المساعدة من رفيق دربهِ لا ادري كيف ؟ ولماذا؟ حتى ذلك الصديق لم يعد باستطاعته احتمال تلك المسرحية الهزيلة. الأداء كان بارد للغاية ومجرد من أي عواطف. ربما لأنه رجل؟ وربما انا مجرد فتاة تحلم كثيراً وتسعى ان تعيش قصة خيالية من وحي الأفلام والمسلسلات التركية السائدة في عقول الكثيرات من الفتيات. انا لست ببعيدة عن الواقعية. كل يوم اسمع بقصة مؤلمة لصديقة تبعد القارات عني. تكلمني دوماً عن عشقها الابدي الذي لم يكتمل 
خذلها الرجل. وخذلتها الأيام والذكريات وخذلها الحب نفسه. عاشت بأكذوبة لسنوات واستفاقت من الحلم لكابوس مؤلم. هي عاشت تلك الالام لسنوات.
انا عشت الألم وخيبة الامل لأسبوعين فقط! يالها من مهزلة حقاً. الكل يضحك على سذاجتي لا احد يشعر بي. وحتى لو شعروا ماذا باستطاعتهم ان يفعلوا؟ لا شيء! متأكدة انا بأني خسرت طاقة وبذلت جهداً كبير لإثارة الانتباه فقط ليس أكثر.  
ضاعت اللحظات السعيدة  بساعة زمنية واحدة! في مكان لم استطع ان اشعر بالراحةِ به مطلقاً. كنت مراقبة من عيون ارادت اما ان تشفي غليلها بي او ان تشعر بالشفقة والرأفة للحظة انكساري التي ترقبوها وكانوا مستعدين لها اشد الاستعداد لأن فيلم السهرة لم يروق لهم في تلك الليلة الكئيبة. فقرروا ان تكون الأجواء عبارة عن خليط من الكوميديا والتراجيديا المفعمتين بقليل من اثارة الانتباه.. السخرية.. القلق .. وعدم الاكتراث على الاطلاق. لأن لكلٍ منهم كانت لديه مهمة أراد ان ينجزها في غضون دقائق معدودات ومن ثم يكتفي واحدهم تلو الاخر بما قال ورأى!
ليتني لم استمع لشيء.. ليتني صرخت في لحظتها.. ليتني فعلت المستحيل في أول نصف ساعة من الغضب الشديد الذي انتابني. كبت كل شيء في داخلي. وعندما خرجت من تلك الغرف المغلقة والدخان الكثيف شعرت بأنني فقدت اتزاني .. الانهيار كاد ان ينتابني بسرعة فائقة .. الله فقط جعلني اتماسك عقلياً وجسدياً.
ومنذ تلك الليلة التي امتازت بالفوضوية والضجيج ..وحتى هذه الليلة لم اعد قادرة بأن افكر بكل ما جرى كل شيء حدث سريعاً. تفاقمت الأحداث والتهبت كنيران جهنم
ولم البث بأن اغير وشاح الحزن الا وان تذكرت بعضاً من كلماتهِ التي ملأت قلبي بالحنين والشوق تارة، والاستفزاز وخيبة الأمل تارةً أخرى. لا أرى نفسي ولا اتخيل وجودي في أي مكان الا وانا محفوفة بالورد الأسود.. دموع الحيرة والاستنكار .. وابتسامةٍ ملؤها الحسرة واللوعة لذلك الذي قرر الابتعاد وان لا يخاطر معي بالكلام الا فيما ندر. لأنني وباختصار ظلمتهُ في ليلةٍ من الليالي على حد قولهِ ومن حينها لم يعد للحديث بقية



Comments

Popular posts from this blog

The Rising of the Moon By Lady Gregory: In Summary

The Rough Theatre

The Deadly Theatre